ملاحظة : تحديث البوست السابق سيستمر من باب متابعة الأحداث المرتبطة بقضية التعدي على رسول الله صلى الله عليه و سلم
###
لكني أجد نفسي حريصاً على تسطير بعض وجهات النظر التي لابد من ذكرها في ظل المقاطعة الإسلامية و إستخفاف الصحافة الأوروبية بالمسلمين ، و سأحصر كلماتي في أمرين
الأول : الإنتصار
الثاني : الإحتجاج .. و هو موضوع البوست القادم إن شاء الله
###
و شخصياً لا أرى الإنتصار في هذا الصراع الدائر بين المسلمين و أعداء الدين هو الحصول على كلمات الإعتذار أو ألفاظ الأسف و التعبير عن الندم ، و إنّما أرى الإنتصار الحقيقي الذي تم فعلاً في صورٍ أخرى أسوقها هنا باختصار
-
الإنتصار الأول : هو أن كل تلك المظاهرات و المقاطعة تحوّلت إلى –ظاهرة- و ليست حالة واحدة أو حوادث بسيطة ، فنحن نراها في لندن و الصومال و نراها في السعودية مثلما نراها بين الأقلية المسلمة في تايلند و كذلك نراها في باريس السلام كما هي في بغداد المتفجرة و أيضاً نراها في سوريا البعثية كما نراها في مصر أم الدنيا و هي في الغرب الأمريكي كما هي في أقصى الشرق النيوزلندي
-
الإنتصار الثاني : يتمثّل في أن الحكومات العربية و الإسلامية قامت بخطوات علنية جريئة مقارنة بالسنوات الأخيرة التي شهدت إتفاقيات إستسلامية و تخاذل سياسي و مجاملات مبالغ فيها
-
الإنتصار الثالث : المسيحيون و اليهود المتدينون لم يُصدقوا ما شاهدوه من ملايين تنتفض و تحتج و تُقاطع دفاعاً عن رسولها الكريم –صلى الله عليه و سلم- حيث لا تَحظى المقدسات المسيحية و اليهودية بهذا الإحترام و الحب من قبل المنتسبين لها
-
الإنتصار الرابع : الذّاتية و العفوية الشعبية هي التي شكّلت الموجة العارمة دفاعاً عن الرسول عليه الصلاة و السلام ، فلم تقتصر المظاهرات و تنظيمها على حزب سياسي بل قادتها حركات طلابية و برلمانيون و شيوخ دين و جمعيات نسائية بل و حتى نوادي رياضية و مجالس أحياء سكنية و عامة الناس من طبقات مختلفة
-
الإنتصار الخامس : أصوات التخاذل و جماعات العلمنة برز ضعفها و إنحسارها في الأيام الماضية ، فمن لم يشارك منها خجل من معاكسة التيار العارم و من تجرأ و عاكسه لم يكن إلا ضمن شرذمة قليلة لا تستحق الذكر
-
الإنتصار السادس : رغم أن الملايين احتجت بطرق مختلفة إلا ان القلة القليلة هي من خرجت عن الأخلاق الإسلامية تهوراً و جهلا ، فلا أذكر أن الإعلام تحدث عن جثث الأوروبيين و هي ممزقة كما حصل لأهل الشيشان ، و لم نشاهد الأناجيل تحرق و الكنائس تسوى بالأرض كما حصل للمساجد و المصاحف في البوسنة و الهرسك
-
الإنتصار السابع : هو النصر الذي تحقق مادياً حين أعلن الدانماركيون عن خسائر شركاتهم و اضطرارهم لتسريح عدد من الأيدي العاملة مع إحتمال إغلاق عدد من مصانعهم إذا طال أمد المقاطعة ، و على الجانب الإسلامي لا نجد الشعوب المسلمة تموت جوعاً بسبب إختفاء الألبان الدانماركية من الأسواق
-
الإنتصار الثامن : كما لا ننسى الإنتصار الذي برز في تنوع أساليب الإحتجاج ، فلم يقتصر المسلمون على التظاهر و رفع اللافتات و مقاطعة البضائع فقط بل كان التحرك الدبلوماسي و إغلاق السفارات و قطع العلاقات وسيلة أخرى ، كما رُفعَت القضايا و الشكاوى في المحاكم الأوروبية و الإسلامية و حتى في الأمم المتحدة إضافةً إلى وصول الإنتفاضة لساحات الإنترنت من خلال المواقع التي تم إنشاؤها تعريفاً بالإسلام و دحضاً لمُعاديه و من خلال المنتديات أو الرسائل الإلكترونية الموجهة للعامة أو المسؤولين
-
الإنتصار التاسع : عاد للمسلمين بعض الإعتبار المفقود و الهيبة الغائبة بعد هذا التعاضد و التماسك الذي أكدته مقاطعتهم و مظاهراتهم في سبيل الرسول صلى الله عليه و سلم ، و الدليل على ذلك هو التصريحات التي أدلت بها العديد من الدول الغير إسلامية و التي دعت فيها لإحترام الإسلام مع تحذيرها لصحفها من التطاول على المسلمين و مقدساتهم
###
معلومة يفتقدها الكثير من المتابعين و خصوصاً الذين يقولون : لماذا تحرك المسلمون الآن ؟
صحيح أن الرسوم نُشرت قبل عدة شهور ، لكن الجهود من أجل الحصول على إعتذار و حل للأزمة كانت بيد الإتحادات الإسلامية في الدانمارك
لكن لسببين هاجت الأمة الإسلامية مساندةً لمسلمي الدانمارك
الأول : تمادي الصحافة الدانماركية في الإستهزاء و إحتقارها للمنظمات الإسلامية التي حاولت الوصول لحل وسط
الثاني : رفض رئيس الوزراء الدانماركي لطلب تقدم به السفراء العرب و المسلمين من أجل مقابلته و طرح القضية للنقاش الهاديء
###
في أمان الله .. و حفظه