من جريدة جنوب السرة الإلكترونية
هكذا استفادت الكويت من أسطول الحرية
شَكَّك بعض الماسونيين و المتصهينين ذوي الأقلام العميلة لإسرائيل بالمشاركة الكويتية في قافلة الحرية حتى صدَق فيهم قوله عز و جل :
{ قد بدتِ البغضاءُ من أفواههم و ما تُخفي صُدورُهم أكبَر }
فأتاهم من حيث لا يعلمون ردٌ ماحقٌ ألجم أفواههم السقيمة تَمَثَّل في إكرام المتطوعين الكويتيين من قِبل صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله و ولي عهده الأمين و شكرهما على جهودهم و اعتبارهم أبطالاً .
فماذا جنت الكويت من المشاركة في هذه القافلة الإنسانية ؟ و ما إيجابيات المرور بتجربة الإعتداء الإسرائيلي عليها ؟ و ما مكاسب متابعة حكومات العالم و وسائل الإعلام الدولية هذه المجزرة ؟
- أولاً : عودة الكويت لصدارة الصف العربي كما كانت قبل الغزو العراقي الغاشم ، فقد صرنا بعد التحرير نُتَّهم ظلماً بالتواطؤ مع الغرب ضد الأشقاء ! حيث شوَّهت قنوات الفساد الكويتية صورتنا في الوطن العربي مما جعل بعض الحاقدين من العرب يستغلون تلك الخطابات أسوء استغلال رغم أنها لا تمثل الشارع الكويتي .
- ثانياً : تعزيز موقف الكويت في المشهد الإسلامي و أمام قضايا الأمة و المقدسات المغتصبة ، فعلى مدى عقود تميزت الكويت عن طريق حكومتها و لجانها الخيرية بدعم المسلمين في مشارق الأرض و مغاربها ، و ما تضحية سفينة الكويت (بدر) من أجل فلسطين إلا دليل على ذلك .
- ثالثاً : تأكيد إستقلالية السياسة الخارجية الكويتية و عدم إرتباطها بمواقف الأشقاء الذين نحبهم و الأصدقاء الذين نحترمهم ، فلم تستأذن الكويت الصديق الأمريكي و لم نجد حاجةً للتنسيق مع الشقيق السعودي كما أوصلنا رسالةً للجار الإيراني الذي لم يشارك بالقافلة مفادها عدم تبيعتنا له ، و قد ذكَّر هذا الموقف بأدوار تاريخية للكويت في توحيد الإمارات و اليمنين و غيرها من الخبرات التي يحاول الأشقاء القطريون اليوم تكرارها .
- رابعاً : تمثيل الكويت بالقافلة كعضو في مجلس التعاون الخليجي كان خير تمثيل ، حيث برز إسم المشارك الكويتي في وسائل الإعلام العربية و الأجنبية بجانب إسم الأمريكي و الأوروبي و الأفريقي و الآسيوي مما رفع الحرج عن بقية الأشقاء الخليجيين الذين فاتتهم فرصة المساهمة بأسطول الحرية .
- خامساً : إستفادةُ القضية الفلسطينية من هذا الحدث سياسياً و دبلوماسياً و إعلامياً يعود بالفائدة على الكويت ، حيث أن إستقرار المنطقة و حل القضية الفلسطينية يصب في مصلحة الكويتيين و العرب و المسلمين بشكل عام ، و إن حل هذه القضية يلغي مبررات التسلح بالنووي و الإستنفارات العسكرية التي تؤرق المنطقة .
- سادساً : ترسيخ تلاحم أهل الكويت بمختلف أطيافهم حيث خاض عباب البحر السنة مع الشيعة و الحدسي مع السلفي و الكبير مع الصغير ، فلم ينجح الساعون لتمزيق الصف الكويت في تحقيق مخططهم المنحرف .
- سابعاً : جَمْعُ النقيضين حكومةً و برلمانا ، ففي ذروة إنقسامهما الكبير اجتمع أعضاء مجلس الأمة و وزراء الحكومة على كلمة واحدة تجاه العدو الإسرائيلي و مبادرة السلام العربية التي لا تسمن ولا تغني من جوع ، كما تلا تلك الجلسة المشهودة إستقبالٌ حافل لأعضاء وفد الكويت تقدمه رئيس الحكومة و رموز المعارضة و غيرهم من الفرقاء .
- ثامناً : إثبات الدور (الحقيقي) للمرأة الكويتية في ميادين الكفاح الجدية حيث طغت مؤخراً صور النائبة المتخاذلة في مجلس الأمة و العجوز التي تقود قناةً فاسدة و الفتاة المنغمسة في عروض الأزياء .
و قد صدق قول الشاعر الذي أحسبه يمنياً :
شَتّان مابين النساوين يا فلان * البعض وجه الخير و البعض غمّي
البعض (حرمه) و اسمها خير برهان * و البعض (حرَّه) و انت فرِّق و سمّي
- تاسعاً : تصحيح معنى (القدوة) لشباب الكويت ، فالقدوة الحسنة هو من يقوم بأعمال يرضى عنها الله سبحانه و تعالى و يتشرف بها وطنه ، و ما شباب ستار أكاديمي و أمثالهم إلا قدوة سيئة لجيل المستقبل ، فمن منهما حين تحتاجه الكويت سيكون (وقت الشدايِد شديد) ؟!
- عاشراً : فضْحُ الأقلام المدافعة عن الصهاينة و التي تبرر للإسرائيليين جرائمهم ، حيث لم تستطع حفنة الكتاب الكويتيين المتصهينين كبح جماح عشقهم لحكومة تل أبيب و كرههم لمن يرفع راية الجهاد ضد اليهود فكشفوا عن توجهاتهم علناً فتأكد حينها ظننا بهم و صار شكُّنا يقينا ، و قد أبدع من قال :
جزى الله الشدائدَ كلَّ خيرٍ * عرفتُ بها عدُوّي من صديقي
ختاماً ، مهما كتبوا مدافعين عن اليهود الغاصبين فلن يرد سعيهم المذموم قول خير الخلق صلى الله عليه و سلم : ( تُقَاتِلُكُمْ الْيَهُودُ فَتُسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ حَتَّى يَقُولَ الْحَجَرُ يَامُسْلِمُ هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقْتُلْهُ ) .
عبدالله الأعمش